في حضرة الإبداع والوفاء: عين الشق تعزف مساءً من ضوء وذاكرة

admin
2025-04-21T16:31:27+00:00
مجتمع
admin20 أبريل 2025Last Update : أسبوع واحد ago
في حضرة الإبداع والوفاء: عين الشق تعزف مساءً من ضوء وذاكرة

حين يكون للمساء نكهة الحرف، وللثقافة ضوءها الذي لا ينطفئ، تحتضن الأمكنة لحظات من السحر النبيل. هكذا كان المركب الثقافي حبيبة المذكوري بعين الشق، مساء السبت 19 أبريل 2025، مسرحا لأمسية استثنائية نسجت خيوطها بين دفتي الإبداع والاعتراف، احتفاءً بتوقيع كتاب “رحلة في أبعاد الإبداع: سِيَر وأثر” للمبدع محمد أحمد طالبي، بإخراج فني للأستاذ حسن بوسرحان، وسط حضور لافت لثلة من المثقفين، الأدباء، الفنانين، ورموز المجتمع المدني.

افتتحت الأمسية بعزف النشيد الوطني، في لحظة مفعمة بالرهبة والاعتزاز، ثم توالت الكلمات الترحيبية التي عبّرت عن سمو اللحظة الثقافية. الأستاذ حسن بوسرحان، بصفته ربان هذا الفضاء الإبداعي، استهلّ الحديث عن رمزية الاحتفال، تلاه الأستاذ خالد فلان بكلمة أضاءت على روح الشراكة الثقافية، ثم الأستاذ محمد ملودجي الذي بيّن القيمة التوثيقية لهذا الإصدار، فيما ختم الأستاذ سعيد القبيب المداخلات الافتتاحية بتأكيده على أن الثقافة هي الجذر الصلب لأي نهضة مجتمعية.

الكلمة الرسمية قدّمها الأستاذ محمد الزاوي، الذي مهد لحوار دافئ ومفتوح مع صاحب الإصدار. الكاتب محمد أحمد طالبي، بلغة شفافة ووجدانية، تحدّث عن الدوافع التي ألهمته لخوض هذه الرحلة عبر سير نخبة من المبدعين، مؤكدًا أن الكتاب محاولة لتوثيق الذاكرة الإبداعية وتكريم تجارب إنسانية تشبهنا.

الأمسية لم تكن فقط احتفالًا بكتاب، بل كانت فضاءً للتحليل النقدي العميق، حيث قدّمت الأستاذة مالكة العسال قراءة ثاقبة للكتاب، توقفت فيها عند العوالم الإنسانية والرمزية التي عبّر عنها المؤلف. ثم جاء دور الأستاذ عبد الرحيم طالبه صقلي، الذي رأى في العمل أرشيفًا نابضًا لأسماء صنعت مجدًا إبداعيًا يستحق التقدير.

ولأن الشعر هو نكهة اللقاءات الراقية، تخللت الأمسية قراءات شعرية رفيعة المستوى، قدّمها الشعراء عبدو سلطان كاسمي، نادية حمراوي، وفدوى گدور، الذين طوّقوا القاعة بنفحات من الحنين والدهشة، تفاعل معها الجمهور بحرارة وامتنان.

أما الفقرة الفنية، فكانت أشبه بمديح للجمال، حيث أطربت الفنانة نادية المغربية الحضور بمقطوعات موسيقية عذبة، تبعتها الفنانة مليكة الورد بأغنية وطنية شدت أوتار الذاكرة، فصفق لها الحاضرون طويلا.

وإذ بالمحفل يعلو بهاؤه، حين خصصت لحظة استثنائية لتكريم سيدتين شكلتا منارة في دروب الإبداع والعطاء: الفنانة سعيدة بيروك، الصوت المضيء ضمن مجموعة لمشاهب، والأستاذة المربية ليلى محب، رمز الكلمة الحرة والانخراط المجتمعي. لحظة التكريم كانت مؤثرة، محمّلة بعبق الاعتراف الجميل، وسط تصفيقات لا تنتهي.

واختتمت الأمسية بلوحتين موسيقيتين أداهما كل من الطفل نعمان لمغاري و الشاب الخلوق أيمن النووي، في مشهد اختزل براءة الفن وأمل الغد، لتغادر القلوب المكان مزهوة بلقاء لم يكن عاديًا، بل كان مساء يليق بأن يُحفر في ذاكرة الثقافة المغربية كعهد جديد للاحتفاء بالمسار والأثر.

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.